کد مطلب:222784 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:317

النص علیه بالخلافة
من الغریب ما یدعیه غیرنا من أن النبی صلی الله علیه و آله و سلم مات و لم یوص الی أحد من بعده یقوم مقامه و یسد فراغه، فترك الأمة بعده بلا امام یدیر أمرها، و یجمع شملها، و یرشد ضالها، یقیم لها الحدود، و یقوم الاعوجاج، و یوضح السنن.

و قد أجمعت الأمة علی أنه صلی الله علیه و آله و سلم كان یستخلف علی المدینة اذا أراد سفراً، و لا یرسل جیشاً حتی یعین له قائداً، و ربما عین لبعض جیوشه أكثر من قائد [1] .

و من المؤسف أننا عندما نرید تنزیه شخص أو جماعة نخلق لأعمالهم المبررات، و نعتذر عنهم بأحسن الأعذار، و نتجاذب فی مفاهیم الاسلام، و تعالیمه لنصحح أعمالهم، و قد ننسب لله و الرسول، ما لم ینزل به سلطان، كل ذلك من أجل تصحیح عمل قام به السلف، و الله سبحانه یقول: (أفمن یهدی الی الحق أحق أن یتبع أمن لا یهدی الا أن یهدی فما لكم كیف تحكمون)[یونس: 35].

ولو أنصف الناس الامام أمیرالمؤمنین علیه السلام، لا كتفوا بنص الغدیر وحده - دون غیره من النصوص الكثیرة - فقد شهد بیعة یوم الغدیر جل المسلمین، و شاهدوا المراسیم التی أجراها الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم فی ذلك الیوم، و ما نزل من القرآن الكریم.

و من العجیب أن تنسی الأمة بعد وفاة الرسول صلی الله علیه و آله و سلم ذلك الیوم، هذا و العهد قریب، و الرسول صلی الله علیه و آله و سلم بعد لما یقبر، و الشهود حضور.



[ صفحه 12]



و الحدیث فی هذا الفصل طویل و مؤلم، و ما أتی المسلمون الا من هنا، و ما تفرقوا الا من ذلك الاختلاف.

و كیف ما كان فالامام أمیرالمؤمنین علیه السلام وحده المنصوص علیه بالخلافة من قبل الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم و كذلك أولاده علیهم الصلاة و السلام [2] .

و قد التزم الأئمة علیهم السلام فی نص بعضهم علی بعض، السابق علی اللاحق و الوالد علی ولده، اقامة للحجة، و اعذاراً للامة.

نذكر فی هذا الفصل بعض ما ورد من النص علی الامام موسی الكاظم علیه السلام من قبل أبیه الصادق علیه السلام:

1 - قال محمد بن الولید: سمعت علی بن جعفر بن محمد الصادق علیه السلام یقول: سمعت أبی جعفر بن محمد علیه السلام یقول لجماعة من خاصته و أصحابه: استوصوا بابنی موسی خیراً، فانه أفضل ولدی، و من أخلفه من بعدی، و هو القائم مقامی، و الحجة لله تعالی علی كافة خلقه من بعدی [3] .

2 - سأل عیسی بن عبدالله بن عمر بن علی بن أبی طالب الصادق علیه السلام: ان كان كون و لا أرانی أفبمن أئتم؟ فأومی بیده الی موسی.

و سأله: ان حدث بموسی حدث فبمن أئتم؟

قال: بولده [4] .

3 - قال الفیض بن المختار: قلت لأبی عبدالله: خذ بیدی من النار من لنا بعدك؟

فدخل علیه أبوابراهیم و هو یومئذ غلام، فقال: هذا صاحبكم فتمسك به [5] .



[ صفحه 13]



4 - قال الامام الصادق علیه السلام لنصر بن قابوس: موسی ابنی، الامام بعدی [6] .

5 - قال سلیمان بن خالد: دعا أبو عبدالله أباالحسن یوماً، و نحن عنده، فقال لنا: علیكم بهذا و الله صاحبكم بعدی [7] .



[ صفحه 14]




[1] في حرب مؤتة أمر الرسول صلي الله عليه و آله و سلم جعفر بن أبي طالب، و زيد بن حارثة، و عبدالله بن رواحة، و جعل القيادة للأول، فان أصيب فللثاني، فان أصيب فللثالث.

[2] ذكرنا في الكتاب الاول من هذه السلسلة - الامام أميرالمؤمنين عليه السلام - نصوص الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم علي الأئمة عليهم السلام.

[3] الارشاد 310.

[4] اثبات الهداة 5 / 468.

[5] اثبات الهداة 5 / 468.

[6] اثبات الهداة 5 / 493.

[7] أعيان الشيعة 4 ق 3 / 14.